قاد الميركاتو الساخن الذي شهده دوري روشن من استقطاب لنجوم المستديرة من مختلف ملاعب العالم. إلى انشقاق في الأوساط الرياضية ، بين معارض و حجته في ذلك صرف للاموال دون رادع و بلا تخطيط. و بين مؤيد و اعتباره امتداد ً لرؤية السعودية 2030.
فماهي رؤية السعودية الرياضية؟
ارتكزت السعودية في التخطيط لرؤية 2030 إلى الرياضة بشكل عام باعتبارها قوى ناعمة لها تأثير كبير على باقي القطاعات و لقدرتها في إبراز المملكة حضاريا و ثقافيا.
و من بين الأهداف التي تسعى لتجسيدها هي مساهمة هذا القطاع بنسبة 0.6 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030 .
حيث أن التوسع في عالم الرياضة، يلعب دور هام في زيادة عوائد المملكة من غير النفط.
▪️تطوير كرة القدم للوصول بالدوري السعودي لقائمة أفضل عشرة دوريات في العالم .
▪️زيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار سنويا.
▪️صناعة جيل مميز رياضيا برفع نسبة الشباب الممارس للرياضة إلى 40 % حيث تم تجاوز هذا الهدف فعليا و النسبة تقدر حاليا ب 48 %.
▪️تحقيق قفزات نوعية في جميع الرياضات مع حلول 2030.
و من هنا تتوضح جهود و استثمارات المملكة خارجيا و داخليا حيث برز اسمها عالميا بعد سيطرت تركي آل الشيخ على نادي ألميريا الإسباني و استحواذ صندوق الثروة السيادي على فريق نيوكاسل الإنكليزي أين أحدث فيه نقلة نوعية بإعادته للواجهة الأوروبية .
أما داخليا و بغرض تنمية القطاع الرياضي تنمية شاملة أصبحت الأندية الأربعة البارزة محليا وهي النصر، الهلال ،الأهلي و الإتحاد تابعة هي الأخرى لصندوق الثروة .و فرق أخرى تابعة للقطاع الخاص.
و بغرض تحقيق ما تم تسطيره من الوصول بالدوري لمصاف الكبار ، و زيادة عوائد رابطة الدوري، تم استقدام أسماء وازنة في كرة القدم يتقدمهم البرتغالي رونالدو ، كريم بن زيمة، ساديو ماني، رياض محرز و غيرهم .
و ذلك للإرتقاء بالجودة الفنية لدوري روشن ،و وضعه في الواجهة الاعلامية العربية و العالمية. مما يقود لرفع حقوق البث و بالتالي زيادة المكاسب المالية.
كما للخطة أهداف اجتماعية تستثمر في الفرد لبناء جيل واعد ، تكون الرياضة في حد ذاتها بعيدا عن التنافسية أسلوب حياة عنده، حيث وضعت هدف استراتيجي خاص تحت مسمى الرياضة للجميع، بتهيأت الأماكن العمومية لممارستها.
إضافة لكل ما سبق، أصبحت مدن المملكة مؤخرا عواصم عالمية ، تحتضن مختلف المنافسات الرياضية العالمية في شتى الرياضات. منها رالي داكار ، الفورميلا 1،الغولف، كأس السوبر الإيطالي و الإسباني….
و هي في طريقها لتنظيم كأس آسيا للرجال و السيدات، إضافة إلى ملف احتضان كأس العالم، الذي سيكون مدعوما بكل ما ذكر آنفا. و يعزز من إمكانية احتضان أرض العرب لنسخة ثانية من المحفل العالمي.
إذن و رغم سيل الإنتقادات اللاذعة الذي طال النشاط الرياضي السعودي مؤخرا، تحديدا فيما يخص مبالغ التعاقد مع اللاعبين و مرتباتهم الخيالية. إلا أن المملكة ماضية في تحقيق مساعيها بإستراتجية مستدامة ستجنى ثمارها بعد سنوات من الكد.