من خروج من البطولة الى تحقيق اللقب 

من خروج من البطولة الى تحقيق اللقب

في نهائي ناري ، توج افيال كوت ديفوار بلقب كاس امم افريقيا بعد فوزهم على نسور نيجيريا بهدفين لهدف ، مساء الأحد على ملعب الحسن وتارا بالعاصمة الايفوارية ابيدجان ؛ ليحققوا اللقب القاري للمرة الثالثة بعد نسختي عامي 1992 بالسنغال و 2015 بغينيا الإستوائية .

في هستيريا جماعية ل60000 مشجع داخل الملعب و 27 مليون على ربوع البلد ، فاز منتخب كوت ديفوار بنجمته الثالثة بسيناربو أقل ما يقال عنه أنه جنوني ، حيث يصعب تكرار هذه الملحمة الدرامية أو حتى التوقع بها قبل انطلاق الدورة ، لفريق كان قاب قوسين أو ادنى من توديع دور المجموعات ، صعد بعدها بشق الانفس و من عنق الزجاجة كافضل مركز ثالث بمجموع ثلاث نقاط فقط ليخرج من الانقاض ، ينتفض بعدها و يكمل مشواره نحو التتويج باللقب .

قد لا يختلف إثنان أن هذه النسخة 34 من كأس الأمم الأفريقية واحدة من افضل النسخ على الإطلاق ، خاصة وان المفاجآت كانت علامتها التجارية بامتياز حتى النهاية ؛

و لعل عامل المعجزة ، لم يكن فقط في شخص المدرب “ايمرس فاي” كأصغر مدرب في الدورة ب40 سنة و الذي حل محل الفرنسي “جان لويس جاسيت” بعد الهزيمة المذلة ضد غينيا الاستوائية 0-4 والتي اقيل بعدها هذا المدرب ، و كان قد استعاد فريقا ، ثلاثة عشر يوما قبلها ، عائدا من الجحيم في حالة خراب ليأخذه إلى أعلى قمة في كرة القدم الأفريقية و يحافظ بذلك على تتويج المدرب المحلي للمرة الثالثة على التوالي ، بعد فوز “جمال بلماضي” مع الجزائر بلقب نسخة 2019 بأرض مصر و بعده “اليو سيسيه” مع منتخب السنغال في 2021 بالكاميرون .
بل طال الإعجاز ايضا لاعب بوروسيا دورتموند “سيباستيان هالر” العائد من الموت بعد أن تغلب على مرض السرطان في فبراير 2023 ليسجل في نفس الشهر ، ليعود بعدها سنة بعد ذلك هدف التتويج القاري لبلاده ، بفضله إستيقظ الإيفواريون ، إذا ناموا ، اليوم الاثنين بثلاث نجوم تملٱ عيونهم …

هشام. مرزوقي